domenica 19 ottobre 2008

فليكن معلوما

1. نعم يا سيدي الكريم,اننا نحن من قصدنا الغربه من غير عمد, طالبين العلم قصدا, وحملنا بحقائب السفر جميع كنزاتنا الحمراء والصور, ذكرى اغصان الزيتون,وجرح المسافر من الرمل الى البحر. نحن من جعلنا من الوطن ايقونه نلبسها بصدورنا دون خوف من القدر وطفنا المدائن والشوارع رافعين رايه الوطن دون خجل,فللارصفة هنا حق علينا ولم تخذلنا ابدا اشارات المرور,حتى ساعي البريد الذي قال ان اسمائنا غريبه ورسائلنا التي تاتي بلغه لا يحسن قرائتها يترك سلامه كل صباح على عتبه المدخل. ارايت يا سيدي ان هدفك السامي بمنعنا من نيل العلم وصرف ربيع شبابنا في احضان اهلنا وارضنا,لم يكن بهذا المقدار من السلبيه فالغربة تغدو بعد الاعتياد الف سبب توئمي للعوده واقرب طريق لحب الوطن, فسحب الاظافر من اللحم لا يبطر اليدين وظلام الليل وسواده لن يفقدنا ابدا حاسه البصر بل يزيد من ملامسه الذاكره لضفاف الواقع. ابكيت امك من قبل يا سيدي؟ لا طبعا فلستم باللذين يسفرون عددا ورغبه ولا بؤلئك اللذين يهجرون حبا وموده,فما اعظمكم,ما اعظمكم يا صاحب الجلاله فلم يبقى شابا الا وسحبتموه من على وسادة امه وزرعتموه غصبا في الياف الغربه,ولم تبقى ارضا الا وجررتموها الى الهوامش. فليكن معلوما لديك ان ارضنا الخصبه بخصوبه قلوبنا ولا تنبت سوى الزيتون والصبار والتين وليست صالحه ابدا لزرع مستوطناتكم,فمن لا يسقي الارض دموعا تخنقه الاشواك والعوسج,وانتم لا دموع عندكم لريها ولا خصوبة لحبها,فلما تنتظر اذا ان تولد لك البارود والدبابه والمدفع, اتركها اتركها لاهلها, ان الطفل ينمو مشوه الشخصيه اذا ما ربي بعيدا عن اهله,والزيت قد يغدو دما في شرايين الزيتون اذا فقد زارعه. فاياك ان تحسب ابدا انك اذا استطعت ان تصادر ارضا,تستطيع ان تصادر حبها,لا لا لانها اعند ارض بالكون واكثرها تعلقا باهلها ولا من مغيث. فلما غضبك كلما احيينا ذكراها؟ انها احدى الطقوس الدينيه لدينا وفرض على كل مؤمن منا,فارضنا ونحن نعرفها جيدا,لا ترتوي الا بدم الشهداء ولا تتنفس الا من زفير الشعب الذاكر الصامد,فهل بنا ان نتركها بلا انفاس؟ فاسمح لنا اليوم ان نطوف بشوارعها ونحيي ذكراها ونروي بدموعنا ظما الحجارة والاشجار والزهور, عسى ان تنبت لنا شيئا, فقد اقترب موسم الحصاد ولم ينبت زرعكم بعد....

Nessun commento: