أنقطاع
قدأعتدتُ ان أتردد الى مقهى في شفاعمرو القديمه لأحتسي قهوتي ألمفضله هنالك ومن ثم كنت أتجهُاألى مسرح صغير بجانبه لأستمع لفتاه في ربيع عمرها وهي تعزف على البيانو اجمل ما انتقت يداها من موسيقى ,قد كانت تزرعني في دنيا بعيده عن ضجيج المجتمع وألأسعافات والثرثره التي تتمشى في الخارج كنتُ أحلام بحريه وأعاتب هذا الزمان المسكين ,هنالك فقط استطعت ان اكون انا نفسي.
البارحة قصدت المسرح بعدما شربت قهوتي كعادتي لكنه كان فارغ على غير العاده ,سألت احدى عمال النظافه الذي كان هنالك فرد قائلاً والدمع في عينه :
لقد تجوزت يا سيدي.
أمراض معدية
بعدما حاصرني تشوقي أجتهدت وسألتها عن سبب تواجدها في هذه ألمؤسسه للفتيات القاصرات .
نظرت ألي طويلآً وكأنها تعاتبني على هذا ألسوأل المحرج
ـ لقد رأوني بذات السياره مع حبيبي
ـ وما المانع في ذلك ؟هل الحب ممنوع؟
ـ لا مانع سوى ألعادات وأكملت قائله ومنذ ذاك اليوم وأعمامي يهددوني بالقتل ونقلوني ألى هنا بحجه أنني خارج عاداتهم وتقاليدهم .
لم أصدقها للوهلة ألأولى فكيف لبشر ان تهدم حياه فتاه لمجرد انهم رأوها مع شاب بنفس ألسياره ؟لكنني تأكدت في ما بعد أنها صادقه ,حزنت جداً على مجتمعنا ألسخيف ألضعيف ألمكسر.
قبل سبعه أيام تلقيت منها رساله بريدية ,انها خارج ألمؤسسه أليوم وتدرس للقب ألثاني في علم ألنفس وتمارس حياتها بعيداً عن ألعائله قالت في رسالتها انها تذكرتني حينما سألتها ذاك ألسؤال ألمحرج واليوم فقط بعدما قطعتُ طريق طويله في مجال علم ألنفس أستطيع أن أجيبك بكل وضوح .
لقد كنت ضحيه مرضاء نفس
كغيري تماماً من أناث هذا ألمجتمع
شكراً لهم
وأنتهت ألرسالة.
مارسديس وفيلا
ـ لما لا؟ فهو ليس قبيح وغني
ـ لا أحبه
ـ خرافات ألمسلسلات هذه لن تجدي نفعاً ,أنا لم اكن أعرف ما هو الحب عندما تجوزت اباكِ لكن ألعشره يا حبيبتي تكون الحب
ـ لكن..
ـ بدون لكن انا امك واعرف مصلحتك أين تكمن
أقتنعت غصباً وخطبته واقتنى لها عقداً من الماس كطلب ألأم تماماً التي حينما رأته سال لعابها كالضباع ألجائعه فغمزت ابنتها بكل خبثاً وقالت أرأيتي لن تندمي يا حلوة,وأمضت ألليل بطوله وهي تنشر ألسموم في أفكار أبنتها.
في هذة ألدقائق كان هذا ألشاب ألغني ساهراً مع أصحابه يروي لهم كيف أشترى عقل ألأم وجسم أبنتها بعقد لا يتخطى ربع مرتبه ألشهري
ـ فقال أحدهم لو اقتنيت أثنان لربحت أختها ايضاً
ـوآخر قال اجبرها يوم ألعرس أن تقف أمام ألجميع وان تقول قد أشتراني بعقد
ـ وثالث أضاف هل تفحصوه ان كان مزيف؟
لقد كانت ليلة مضحكة جداً,تماماً كوجة ألأم حين ما رأت ألعقد.
لباس أبيض
تعالي هنا بجانبي أريد ألتحدث معكِ قليلاً.ها بك قد أنهيتي أولى مراحلكِ ألتعليمية بتحصيل مشرف جداً ومعدلكِ يؤهلك بالدخول ألى جامعة الطب وهذا شيء عظيم ألطبيب يا أبنتي ذو قيمه مرموقه بالمجتمع ومرتب عالي ومن ثم
يكفي أن أقول أمام ألناس أن أبنتي دكتورة وهذا شيء جميل ومشجع لفتاة جميلة مثلكِ
ـ لكن يا بابا انا أحب ألموسيقى وألفنون ـ كفى هراء ماذا ستنفعكِ ألفنون ؟لا مجال لهذا ألبغاءفي بلادنا أنا أرى ألأشياء بوضوح غدا ً سنذهب للتسجيل أذهبي للنوم ألآن.
في تلك ألليلة بكت ألفتاة بمرارة على حلمها ألضائع وفي أليوم ألثاني تحقق مراد ألأب ألحالم .في ألسنة ألتاسعة من بعد تلك ألليلة تخرجت وندهوا على أباها يا أبو ألدكتورة,وباشرت في ألعمل في أحدى مستشفيات ألبلاد عندها فقط واجهتها مسؤولية ألطبيب ومجالات ألتخصص ألعديدة وأعلن فشلها مرة تلو ألأخرى حتى ندهها مدير ألقسم وقال تعالي هنا بجانبي أريد ألتحدث معكِ قليلاً لا بد أن أكون واقعياً هنا يا أبنتي بين يداكِ حياة بشر وأنتِ تهملي هذة ألمسؤولية ألكبيرة أذا أستمر ألحال على ما هو سأضطر لفصلكِ ومن ثم قد حان موعد تخصصكِ ألم تنتبهي؟قولي لي ما هو ميولكِ في مجال ألطب علني أستطيع ألمساعدة قليلا فأبك صديقي
ألموسقى وألفنون يا دكتور.
ألصراصير
قد قررت ألهروب معة بعد تفكير طويل وتجوزت منه وعاشت كباقي ألنساء لكن بسعادة ومرت ألسنين كمرور ألربيع حتى حكم ألقدر عليها بتجربة صغيرة كانة يريد ألتحقق من سعادتها فالتقت بعد طول وقت بأقربائها في مجمع ملابس فتجاهلوها وتصنعوا بعدم رؤيتها ,فوقفت أمامهم جميعاً وقالت:
أسمعوني يا أقربائي لم أتي كي ألقي عليكم ألتحيات بل لأقول يا أولاد ألأفاعي أنني أسعد من فيكم لأنني تجوزت من أختارة قلبي وليس من أحبته أمي أو من شد أبي ولم أكون نعجة أخرى في هذة ألعائلة فكل شيء لديكم محدد حتى ألطعام والكلام أعرف أنكم تتلوون حصرة على أزواجكم ألعاقرين ألعاجزين حتى عن رسم ألأبتسامه على وجهكم وأعرف أيضاً ان الكثير منكم يمارسون ألخيانة نقمة لحالهم فلا تحاولوا ألأختباء وراء ملابسكم ألجديدة أن قذارتكم بقلوبكم ولا مجال للتطهير .أما أنا فلي جوزي ألذي أنتقاه قلبي فيبادلني ألحب وألقبل بمشاعر وحنان ولي من يشعرني بروجولته حينما يدخل جسدي ولي من أضم أن بكيت ومن يداعبني ان ضحكت أما انتم ايها ألمسكينات فما لكم من كل هذا سوى ألجمر ألذي زرع تحت فراشكم والقهر والغيرة والحسد والثرثرة ,سيربوا أولادكم كأمثالكم اما أولادي سيكونوا شعلة هذا ألدم.
فلتعلموا جميعكم أنه لولا تمردي لبقيتوا مثلكم جثثاً هامدة وما يحصل لكم ألأن قد حصل لأمهاتكم من قبلكم وان لم يكن كذلك أسألوهم لما يسمحون بأن يحصل هذا لكم؟قد أرادوا ألأنتقام من أبهاتكم عن طريق تدمير أغلى ما يملكون ألا وهو أنتم ؟هذة حقيقتكم وهذة حقيقتي ولن يبقى بعد ألدمار سوى ألحب ,وآلتفت كنخلة شامخة في مهب ألرياح وأخذت بيد زوجها ألمبتسم لها من بعيد وذهبت بارتياح تاركا ألقدر هذة ألمرة على أكتافهم هم ينخر في صدورهم ولا يتعب فلا من حب لمحاربتةِ.
توقعات
ركضت حتى أختلط دموعها بالتعب وحينما وصلت قمة ألجبل صرخت من أحشاء أنفاسها
لم أعد أحتمل
فرد صدى صوتها من بين ألجبال كأنة حزن ألطبيعة على أبنتها
أحتمل
أحتمل
أحتمل
سامر نادر بحوث
Iscriviti a:
Commenti sul post (Atom)
Nessun commento:
Posta un commento